مايكل ان بارنيت استاذ جامعي للشؤون الدولية و العلوم السياسية في جامعة ايلويت و المتخصص في سياسات الشرق الأوسط ، و للحديث عن الأوضاع المتأزمة الراهنة في الشرق الأوسط و كذلك الأوضاع في سوريا و العراق، اجاب مشكوراً على الأسئلة التي وجهتها له (كولان):

ترجمة/ بهاءالدين جلال

مايكل ان بارنيت استاذ جامعي للشؤون الدولية و العلوم السياسية في جامعة ايلويت و المتخصص في سياسات الشرق الأوسط ، و للحديث عن الأوضاع المتأزمة الراهنة في الشرق الأوسط و كذلك الأوضاع في سوريا و العراق، اجاب مشكوراً على الأسئلة التي وجهتها له (كولان):
* يمر الشرق الأوسط بمرحلة انتقالية صعبة و كل التغيرات فيها واردة،وفي الوقت ذاته فإنّ نشاطات الأحزاب و الجماعات الأسلامية في تصاعد مستمر، ما هي قراءتكم للأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط؟
- قد يكون ادق الوصف للأوضاع هو انّها مضطربة جداً كما اشرتم اليها، في الحقيقة هناك عدة تيارات ذات اتجاهات مختلفة، و بأمكان تكالب هذه التيارات لتشكّل في الأخير عاصفة هوجاء،أو بقاء الأوضاع كما عليها الآن،مع احتمال انْ تتجه اكثرالى الأسوء،اعتقد أنّه بالرغم من التغييرات الكبيرة التي حدثت هناك قلق متزايد الذي يتعلق بقوى خارجية في الشرق الأوسط التي تتدخل لصالحها ،اذاً من المؤكد أنْ نقول إنّ الأوضاع خطيرة و تحمل صراعات من اطراف عدة.
* هل أنّ تسنم الأحزاب الأسلامية السلطة تشكّل تهديداً على الأمن القومي؟
- في الكثير من الأحوال، فإنّ هذا الأمر لايتعلق بالتهديد على الأمن و السلام الدوليين، و انما يتعلق بالقرارات الدولية و بالمجتمع الدولي كيف يريد أنْ يعيش،وفي بعض الحالات تتمخض عنها نتائج دولية،ولكنني اعتقد أنّ تصاعد نشاطات الأحزاب الأسلامية او العلمانية هي مواضيع تتعلق بالنظام الدولي،وعلى الأقل من وجهة نظر السياسة الخارجية الأمريكية،هناك دعم للقيم الديمقراطية التقليدية،التي تتضمن حرية الأجتماعات و اجراء الأنتخابات الحرة و الشرعية و المنافسات ..و الخ.
* اما الدول الملكية ، كالسعودية و المغرب و الأردن، فهي تختلف لأنها بعيدة عن هذه التحولات، ولكن حكوماتها قد اجرت بعض التغييرات بسبب موجة التطورات التي حصلت في الشرق الأوسط، هل تعتقد أنّ هذه الدول الملكية تكون بمنأى عن هذه التغييرات؟
- بالتأكيد انها ستواجه صعوبة اذا حاولت الأبتعاد عن هذه التغييرات،ان هذه الدول تُجري تغييرات بضغط من القوى الدينية و العلمانية في الداخل،واعتقد أنّ المسألة لاتكمن في أنْ يحكم الأسلام المجتمع،ولكن الأهم من ذلك هو مسألة شرعنة الحكم الملكي مقابل حكم الشعب و خاصة في الأردن و المغرب حيث من الدهشة أنّه كيف يمكن تحقيق توازن بين القوى الأجتماعية الواسعة و الأمتيازات التي يتميز بها الحكم الملكي.
*كانت الأزمة السورية في السابق تأتي في مقدمة اهتمامات الأعلام العالمي،كما كان للغرب موقف متشدد من سوريا،ولكن بعد موافقة الأسد على تدمير اسلحته الكيميائية و المفاوضات بين ايران و المجتمع الدولي نلاحظ أنّ الأخير يلزم جانب الصمت و على جميع الصعد،وهذا هو سبب وقوع المزيد من الأحداث المؤلمة و الخسائر البشرية بين ابناء الشعب، كيف يمكن انقاذ السوريين من هذه المحنة؟
- اعتقد انّ هذه هي احدى اكبر المآسي الأنسانية و عندما نلتفت الى الوراء نجد أنّ المجتمع الدولي توفرت له الفرصة في تغيير الأوضاع،انا اعتقد أنّ ادارة اوباما لم تحاول ابداً التعامل مع الملف السوري و التورط اكثر على الصعيد السياسي،و قد انقذ الأتفاق بشان الأسلحة الكيميائية ادارة اوباما من هذا التدخل،واعتقد أنّ افضل حل لهذه الأزمة هو التوصل الى اتفاق سياسي ولكن المآسي تنقلب حتماً على الشعب السوري اولاً.
* تحوّل العراق الى بؤرة للقاعدة و أنّ استقراره يشهد زعزعة مستمرة ، و تتجه ديمقراطية العراق الى الخطر،تُرى ما هي الخطورة التي تشكلّها الأوضاع في ما استمرت لفترة اطول؟
- من الواضح أنّ ما يحدث في العراق له تداعيات على سوريا و ايران،اي له تأثير اقليمي،اتمنى ان تعمل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مفاوضاتها مع ايران في مسألة القاعدة حيث من المعلوم ان ايران لاترغب ابداً بتسلّم القاعدة الحكم في العراق،أي هناك مصالح ايرانية و امريكية مشتركة،وهذا يعني أنّ أية واحدة منهما لاتقبل بزعزعة الأوضاع في المنطقة،حيث ان امريكا تستطيع التعامل مع العراق حتى اذا كانت قريبة من ايران و ذلك شريطة اداء واجباتها على صعيد الأمن المحلي،و المعلوم ان الولايات المتحدة تولي اهتمامها بالأستقرار اكثر من اهتمامها بالديمقراطية،ومن المؤسف حقاً ان في هذه المرة اصبح هذا الأمر خياراً سهلاً بالنسبة الى امريكا.
* كثير من دول الشرق الأوسط هي مصادر للطاقة، وإنّ عدم استقرار الأوضاع فيها له تداعيات على هذا الجانب،كما أنّ هناك مخاوف من تزايد نشاطات الأرهابيين،اذاً لو تمكن الأرهابيون من السيطرة على الأوضاع في الشرق الأوسط ، كيف سيكون تأثير ذلك على امن الطاقة في العالم، في حين ان هناك مخاطر كبيرة تحدق بالعراق و في سوريا يسيطر الأرهابيون نوعاً ما على اوضاع بعض المناطق كما أنّ لبنان يتعرض أمنه الى عدم الأستقرار؟
- اسعار النفط لها علاقة بما يحدث على ارض الواقع في الشرق الأوسط،و قراءتي الى الأوضاع كانت دائماً تدور في مسألة مراعاة الأقتصاد العالمي،حيث أن الولايات المتحدة تتجه نحو تصدير النفط وعدم اعتماد الكثير من الدول على انتاجها من النفط في المرحلة المقبلة،اذاً هذا هو خلاف ماكان يجري قبل اربعين عاماً حيث كان العالم يعتمد على دول الخليج لتأمين الطاقة،ولكن في الحقيقة يمكن القول أنّ عدم استقرار المنطقة سوف يكون له التأثير الكبير على اسواق الطاقة،كما نرى أنّ المملكة العربية السعودية تلعب دور التوازن وذلك من خلال زيادة صادراتها النفطية كلما قلّتْ الصادرات في المناطق الأخرى.