بولاند آراس ل(كولان): المجتمع الدولي ساكت عن نظام الأسد وليس هناك نظام دولي يضع حداً لممارساته اللاانسانية
December 21, 2013
مقابلات خاصة
البروفيسور بولاند اراس استاذ العلاقات الدولية في جامعة ايشق و المتخصص في سياسة الشرق الأوسط و اوراسيا في معهد (SETA) بأنقرة و مراقب لاوضاع سوريا عن كثب،التقيناه و تحدثنا حول سكوت المجتمع الدولي عما يقترفه نظام بشار الأسد من جرائم بحق شعبه.ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور بولاند اراس استاذ العلاقات الدولية في جامعة ايشق و المتخصص في سياسة الشرق الأوسط و اوراسيا في معهد (SETA) بأنقرة و مراقب لاوضاع سوريا عن كثب،التقيناه و تحدثنا حول سكوت المجتمع الدولي عما يقترفه نظام بشار الأسد من جرائم بحق شعبه.
* بعد مرور ثلاث سنوات على مقتل المدنيين،فإن جرائم بشار الأسد لن تسترعي الأنتباه كما كانت من قبل،بالرغم من الأشارة اليه في الأعلام العالمي انه يتحدى المجتمع الدولي، برأيكم كيف تتعامل السياسة الدولية مع الأسد و نظامه؟
- السياق الدولي الحالي ،للأسف،لايتعامل مع نظام الأسد كما ينبغي، ليست لدينا أية سلطة فوق الأرادة الدولية،لفرض توجيهات معينة على مثل هذه الجرائم،اضف الى ذلك لايوجد نظام يحقق العدالة و يتصدى للنظام على اقتراف تلك الجرائم،لقد انتقد رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان و و وزير خارجيته احمد داود اوغلو بشدة النظام الدولي الذي يخلو من العدالةو المساواى، وما يحدث في سوريا ينظر اليه بعض الدول بأنه جرائم تُرتكب بحق شعب لاحول له و لا قوة،ولكن ليست هناك سلطة تواجه الأسد لأيقافه عند حد يمنعه من التمادي في جرائمه البشعة بحق شعبه،وللأسف هناك مجموعة اخرى من الدول ساكتة حتى انها تدعم نظام الأسد في جرائمه اللا انسانية.
* بعض المراقبن يرون أنّ نظام الأسد يحاول الآن اعادة السيطرة على معظم اراضي البلاد، وهذا يعني انه لايزال أقوى من المعارضة،هل أنّ بقاء الأسد في سدة الحكم يهدد سوريا و المنطقة برمتها؟
- لااعتقد انّ الأسد يستطيع اعادة السيطرة على عموم المناطق،بسبب وجود معارضة داخلية حقيقية، واول خطوة التي ينبغي اتخاذها هي كسب عقل الناس و عاطفتهم ولكنه لن ينجح في ذلك ابداً،من جهة اخرى فإنّ هناك المعارضة التي تتحدى النظام،كما انّه فقد السيطرة الآن على منطقة جغرافية كوردية في سوريا،اما سبب بقائه حتى الآن في السلطة هو عدم وجود نظام دولي عادل يعمل على التحقق في جرائمه،ولكن هذا لايعني أنّه سوف يبقى حتى الأخير،ومن الناحية التأريخية فإنّ كل القادة الشموليين قد رحلوا، قد يبقى لفترة معينة ، ولكن سوف يُمسح من على الخارطة السياسية عاجلاَ أم آجلاَ.
* بسبب تشتت المجاميع المعارضة في سوريا،تأخر موعد عقد مؤتمر جنيف2،ما أدى الى فشل اهداف المؤتمر الأول،وبما أنّ الأسد لايريد ترك السلطة ،اذاً كيف يمكن حدوث التحولات السياسية في حال وجود الأسد على سدة الحكم؟
- قبل كل شىء لايعني مؤتمر جنيف 2 اعادة تثبيت الأسد في الحكم أو دعمه،بل انّ الفكرة هي مشاركة الكل من اجل التوصل الى حل نهائي،و من المعروف أنّ المعارضة مشتتة و ليست متحدة،هذه هي طبيعة اوضاع القتال و السيد اوردوغان حاول اجراء الحوار مع اطرافها بغية توحيدها،لأنّ هدفها المشترك يكمن في ابعاد الأسد من السلطة و انشاء دولة متمدنة و حضارية و ان المصالحة بين عموم اطراف المعارضة تصب في صالح مستقبل البلاد.
* على الصعيد الأقليمي و الشرق الأوسط،تشكلت جبهتان بشان الأزمة السورية، الأولى تؤيد بقاء الأسد في العراق و تضم العراق و ايران و حزب الله، اما الجبهة الثانية تؤيد سقوطه وتضم كل من السعودية و قطر و تركيا ،برأيكم الى أي حد نجحت كل من ايران و حزب الله في دعم نظام الأسد من اجل البقاء في السلطة؟
- لايزال الأسد في سدة الحكم رغم انه يعاني من الوضع السيء،لذا بأعتقادي انه يعاني من قلق و خوف شديد بسبب رفض غالبية الشعب لحكمه و سياساته الرعناء، وهذا يعاني ان نظامه يعيش في ازمة عميقة،ويواصل الأستمرار يكل ما اوتي من القوة و الجبروت و يحكم بالنار و الحديد،ولايمكن أنْ ينسى احد منّا مايحدث في سوريا ، لسوريا شعب عظيم وهم ادرى بمستقبلهم ، ولكن مايهم الأطراف الأخرى سواء في اقليم كوردستان أو في تركيا و المناطق الأخرى هو اسناد الشعب بما يحقق طموحاتهم و حقوقهم القومية، و انْ لم تقم تلك الأطراف بهذا الدعم كما ينبغي و مثل ما يدعو اليه الشعب السوري فسوف يواجهون العار والخذلان و لا يرحمها التأريخ و لايفيدها الندم بعد ذلك، اذاً عليها فسح المجال لأبناء الشعب السوري ليقرروا مستقبلهم بأيديهم.
* يعتقد بعض المراقبين انّ عزل مرسي من قبل الجيش المصري ادى الى سكوت المجتمع الدولي ازاء الأزمة السورية،كما انه يخشى ان يتسلم الأسلاميون في سوريا السلطة،هل انّ عزل مرسي في مصر كان سبباً في استمرار بقاء الأسد في سدة الحكم؟
- هؤلاء يتخوفون ولكنهم لم يؤكدوا ذلك علناً،ولكنني اعتقد أنّ السبب الرئيس لترددهم عن التدخل هو ان ذلك لن يحل المشكلة، و الثاني هو ان التدخل ليس من اولوياتهم،وهذا يؤكد على ضرورة ترك الشعب السوري و شأنهم كي يحددوا مصيرهم بأيديهم،واذا اختار الشعب أي شخص ،فليحكم البلاد وأي حزب يتولى السلطة عليه تحقيق مطالب و طموحات الشعب و يتعامل وفق القوانين و الأعراف الدولية و المتعلقة بالحكم الرشيد و اجراء انتخابات حرة و نزيهة،وهذا ما يتطلع اليه الشعب السوري من خلال نضاله و معارضته النظام الدموي الحالي.
* بغية تغيير معادلة الحكم في سوريا، يتطلب من المجتمع الدولي تقديم الدعم للمعارضة و تزويده بالسلاح بهدف ابعاد الأسد عن السلطة ،هللا تتوقعون ان يقوم المجتمع الدولي بأجبار النظام السوري على التنحي عن طريق تسليح و تمويل المعارضة؟
- هذا سؤال صعب، فأنني لا أستطيع انْ اقول ماذا تريد هذه الدولة أو تلك،ولكن حسب اعتقادي هناك احتمال كبير في زيادة الدعم للمعارضة بالرغم من وجود الأسد في السلطة و في الوقت ذاته لايعني ذلك أنّه يسيطر على عموم المدن السورية ، صحيح أنّ المجتمع الدولي تعامل مع النظام عبر ازالة سلاحه الكيميائي ولكن تعامله مع الأسد لايُفسّر بأنّه اسناد أو تأييد لما يمارسه من اعمال القتل و الأبادة الجماعية بين ابناء شعبه.