جوشوا لانديز ل(كولان): سكوت المجتمع الدولي عمّا يجري في سوريا زاد من قلق الدول بشأن التدخل في ازمتها
December 16, 2013
مقابلات خاصة
البروفيسور جوشوا لانديز استاذ العلاقات الدولية في جامعة اوكلاهوما و المتخصص في الاوضاع السورية وهو يتردد كثيراً على سوريا و يتابع عن كثب تطورات الأزمة السورية ،وللحديث عن الأوضاع في هذا البلد أجرينا هذا اللقاء معه حيث أجاب عن اسئلتنا:ترجمة/بهاءالدين جلال
* بعد مرور ثلاث سنوات على مقتل المدنيين،فإن جرائم بشار الأسد ليست مخل الأهتمام و الأنتباه كما كانت من قبل،بالرغم من الأشارة الى تلك الجرائم في الأعلام العالمي الاّ انه يتحدى المجتمع الدولي، برأيكم كيف تتعامل السياسة الدولية مع الأسد و نظامه؟
- من الواضح انّ الأوضاع مقلقة في سوريا و ستتوجه نحو الأسوء، وقد ترك المجتمع الدولي المشكلة للسوريين،وهذا أمر معلوم لدى الجميع ما جعل الدول تبتعد عن سوريا ولاتريد التورط في ازمتها.
* يعتقد بعض المراقبين انّ الأسد يحاول الآن السيطرة على عموم الأراضي السورية،لأنه لايزال قوياً على ارض الواقع،الى أي حد يشكّل بقاء الأسد في الحكم تهديداً لشعبه؟
- من الصعب قياس ذلك،لأنّ الأسد حقق بعض الأنتصارات على المعارضة،وقد استطاع استرداد مساحات كبيرة من الأراضي و حقق تقدماً في السيطرة على بعض المدن كحلب و ضواحي دمشق و حمص،من جهة اخرى فهو لايستطيع تحقيق الأنتصار النهائي،لأنه يواجه معارضة شديدة و واسعة،سواء في دمشق أو في حما أو حمص،مع انه يتمتع بدعم ايران و حزب الله، ولكن كما رأينا قد حدث انفجار في لبنان وهذه اشارة الى انتشار وتوسيع دائرة القتال،لأن المعارضة لاتترك المقاومة و تواصل مواجهة النظام السوري،ولقد انتقل القتال الى العراق حيث الأنفجارات المتكررة و في الكثير من النواحي تعبّر الأوضاع عن المساحات الواسعة بين الشيعة و السنة .
* بسبب تشتت المجاميع المعارضة في سوريا،تأخر موعد عقد مؤتمر جنيف2،ما أدى الى فشل اهداف المؤتمر الأول،وبما أنّ الأسد لايريد ترك السلطة ،اذاً كيف يمكن حدوث التحولات السياسية في حال وجود الأسد على سدة الحكم؟
- هذه كانت مشكلة عموم مشاريع جنيف،و الطريقة الوحيدة هي اقناع المعارضة على الأستعداد لمناقشة المرحلة الأنتقالية،ولكن وبكل تأكيد لاتوجد لدى الغرب أية وسيلة لضمان تحقيق المرحلة الأنتقالية،والكل يعرف هذه الحقيقة و كذلك المعارضة و العالم،وفي حال اجبارهم على حضور مؤتمر جنيف،فانهم سوف يتفقون مع الأسد فيما لايرغبون في ذلك،لأنهم لا يزالون يعتقدون أنّ باستطاعتهم هزيمة الأسد،أما الأسد فإنه يعتقد أنه في المقابل يستطيع هزيمة المعارضة،فيما الغرب يبحث عن خيار لأيقاف اعمال العنف و موجة النازحين و منع انتشار القتال وعلى سبيل المثال في العراق أو في لبنان.
* على الصعيد الأقليمي و الشرق الأوسط، تشكلت جبهتان بشان الأزمة السورية، الأولى تؤيد بقاء الأسد في العراق و تضم العراق و ايران و حزب الله، اما الجبهة الثانية تؤيد سقوط الأسد وتضم كل من السعودية و قطر و تركيا ،برأيكم الى أي حد نجحت كل من ايران و حزب الله في دعم نظام الأسد من اجل البقاء في السلطة؟
- لازالت جبهة الشيعة هي المنتصرة والمالكي دحّر السنة في العراق ولكن ليس بشكل نهائي،و الأنفجارات اليومية قائمة و تجري ايران مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية،ولكن بالرغم من المساعدات من ايران و حزب الله الاّ ان النظام السوري لم تستطيع هزيمة المعارضة حتى الآن،والسبب هو ان المعارضة تتلقى الدعم من العالم السني ويتوجه الجهاديّون باستمرار من الكويت و دول الخليج الى سوريا للألتحاق بالمعارضة السورية،الى جانب تأمين مساعدات مالية من قبل القطاع الخاص و بعض الحكومات المذكورة،و يشكّل السنة 80% من المسلمين في العالم الأسلامي و60% من الشعب السوري هم من العرب السنة،اذاً المسألة صعبة جداً بالنسبة لبشار الأسد لأبادتهم،اما بالنسبة الى المعارضة فأنها تفتقر الى قيادة قوية حيث انها تعاني من التشرذم و التشتت وتتقاتل فيما بينها و في النهاية فأنها تضعف امام مقاومة القوات السورية،ولكن في الوقت ذاته كما اشرنا لايمكن السيطرة عليها بسهولة.
* يعتقد بعض المراقبين انّ عزل مرسي من قبل الجيش المصري ادى الى سكوت المجتمع الدولي ازاء الأزمة السورية،كما انه يخشى ان يتسلم الأسلاميون في سوريا السلطة،هل انّ عزل مرسي في مصر كان سبباً في استمرار بقاء الأسد في سدة الحكم؟
- كان هذا حدثاً مهماً،لقد شهد الأسد تحولات كبيرة من الحراك بين القوى الأسلامية و قوات الجيش العلماني في الشرق الأوسط،وكان ذلك بمثابة اغاثة كبيرة له،و مرسي كانت له القدرة على ارسال الجهاديين الى سورية و ادانة النظام،حيث كان يعادي النظام السوري بشكل رئيس وعلني،وعزل مرسي من الحكم أسعَدَ كثيراً بشار الأسد و اعتبره انتصاراً كبيراً بالنسبة له،وهذه حقيقة حيث لم تنتقد دول الغرب الجيش المصري وكان ذلك بحد ذاته تحولاً مهماً في المنطقة.
* بغية تغيير معادلة الحكم في سوريا، يتطلب من المجتمع الدولي تقديم الدعم للمعارضة و تزويده بالسلاح بهدف ابعاد الأسد عن السلطة ،هل تتوقعون ان يقوم المجتمع الدولي على اجبار النظام السوري على التنحي عن طريق تسليح و تمويل المعارضة؟
- هذا لايحدث ابداً،المجتمع الدولي يخشى الآن من المعارضة السورية اكثرمن أي وقت مضى،كذلك من سلطة القاعدة،ومن اكبر الميليشيات وهي السلفيين، وقلق ايضاً من الدعوة لتطبيق الشريعة و الجهاد و..الخ.لأنها ليست قوات تؤمن بالديمقراطية أو بدولة سوريا الموحدة تشارك فيها مختلف الأطراف و القوى.