سامي كوهين ل( كولان):مسعود بارزاني ليس رئيس اقليم كوردستان فحسب، بل هو شخصية مهمة على صعيد المنطقة و له تقدير خاص بين الكورد في تركيا
November 21, 2013
مقابلات خاصة
ان زيارة الرئيس البارزاني الى مدينة آمد كما وصفها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي تأريخية و تحمل في طياتها مسعى كبيراً لتفعيل عملية السلام على طريق حل المسألة الكوردية في تركيا،وللحديث عن هذا الموضوع و المواضيع ذات العلاقة كان ل(كولان) اللقاء الآتي مع سامي كوهين الصحفي المعروف وكاتب العمود الصحفي في جريدة ميلليت التركية:*زيارة الرئيس البارزاني الى دياربكر بدعوة رسمية من رئيس الوزراء اردوغان تختلف عن سابقاتها الى تركيا، ما اهميتها ولماذا الأستقبال في دياربكر بالذات؟ترجمة/بهاءالدين جلال
ان زيارة الرئيس البارزاني الى مدينة آمد كما وصفها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي تأريخية و تحمل في طياتها مسعى كبيراً لتفعيل عملية السلام على طريق حل المسألة الكوردية في تركيا،وللحديث عن هذا الموضوع و المواضيع ذات العلاقة كان ل(كولان) اللقاء الآتي مع سامي كوهين الصحفي المعروف وكاتب العمود الصحفي في جريدة ميلليت التركية:
*زيارة الرئيس البارزاني الى دياربكر بدعوة رسمية من رئيس الوزراء اردوغان تختلف عن سابقاتها الى تركيا، ما اهميتها ولماذا الأستقبال في دياربكر بالذات؟
- انها زيارة مهمة حيث بعد اعوام عدة و لأول مرة يزور الرئيس البارزاني مدينة دياربكر،إن قدوم الرئيس الى هذه المدينة له مدلولات خاصة لأنّ دياربكر هي قلب المنطقة و معظم سكانها من الكورد و انها الموطن الحقيقي بالنسبة اليهم،قد تكون الزيارة الى هذه المدينة تحمل في طياتها معان خاصة لذا نرى انّ اردوغان بدأها بهذه المدينة،كما انها فرصة جيدة لأيصال رسالة الى الشعب التركي و جماهير المنطقة للتأكيد على الأخوة بين الشعبين الكوردي و التركي،لذا فإن الزيارة تأتي كخطوة مهمة و رمزية،ومن جهة اخرى جرت خلالها فعاليات جميلة ومنها الزواج الجماعي و الحفلات الموسيقية بحضورالفنانَين شفان برور و ابراهيم طاطليسس.
*اشار رئيس الوزراء التركي في كلمته انّ استقبال الرئيس البارزاني في مدينة آمد دليل على ثقة تركيا و حرصها على حل المسألة الكوردية،السؤال هو: هل تكون هذه الزيارة عاملاَ مساعداً لحل القضية الكوردية في تركيا سلمياً؟
- بالتأكيد انا اجيب عن هذا السؤال و أقول:انها زيارة مثالية و مهمة جداَ من الناحيتين الأجتماعية و النفسية،كما اود الأشارة الى موضوع مهم وهو عندما تثار في المنطقة و تركيا و كوردستان مشكلة و بالتحديد في سوريا فإنه على المعنيين الأهتمام بها و التحدث بشأنها لأبداء الآراء و التوجهات للتوصل الى نقاط مشتركة،وكما تعلمون انّ عملية السلام بدأت في تركيا اوائل العام الحالي ولكن للأسف انها تسير ببطء ورغم التحفظات الاّ انّ هناك ارادة قوية من قبل الحكومة التركية لحل المشكلة،وهذا يعكس الرأي العام بين الكورد و الأتراك في تركيا الحريص على تحقيق عملية السلام،لذا فإن تلك الزيارات و الأحداث تشكّل اهمية كبيرة على صعيد الاوضاع في المنطقة برمتها،لأنّ الرئيس البارزاني ليس رئيس اقليم كوردستان فحسب بل أنه شخصية مهمة على صعيد المنطقة وله نفوذ كبير بين الكورد في تركيا و كذلك بين حزب العمال الكوردستاني و السيد اوجلان،نتمنى أنْ تكون هذه الزيارة بداية جيدة للأستمرار في دفع عملية السلام نحو الأمام، الى جانب ذلك هناك مسائل اخرى تُبحث في الزيارة وخاصة الأزمة السورية وفي شمالها بالذات،والوقوف على مسألة(ب ي د-حزب الأتحاد الديمقراطي)واعلانه الأخير للحكم الذاتي بمفرده و الذي اثار حفيظة الحكومة التركية،كما أنّ الرئيس البارزاني ابدى قلقه ازاء ذلك و يبدو هناك تقارب في وجهات نظر الأدارتين حول هذه المسألة.
*تشهد العلاقات التجارية و الأقتصادية بين اقليم كوردستان و تركياً تحولاَ نوعياَ الى جانب تفاهم مشترك من الناحيتين السياسية و الدبلوماسية،فمن الناحية السياسية لديهما مواقف مشتركة حول الأزمة السورية ، هل يجرى بحث الأزمة السورية و مشكلات المنطقة و اوضاع العراق خلال هذه الزيارة؟
- كما اشرت اليه من قبل،يتم بحث العديد من المسائل،ومن ضمنها عملية السلام في تركيا و الأوضاع السورية عموماَ وفي شمال سوريا على وجه الخصوص،كما انّ هناك احتمالاً كبيراً لتطوير العلاقات الأقتصادية التي بدأت بينهما قبل حوال سنتين أو اكثر،في الواقع يفكر الجانبان في مشاريع و طموحات كبيرة من بينها انبوب النفط الممتد بين الجانبين و بحث تزويد اقليم كوردستان تركيا بالغاز الطبيعي،فضلاً عن الأستثمار و الأعمار والأهتمام بالمصالح المشتركة و التأكيد على تحسين العلاقات بين انقرة و بغداد و انتهاج دبلوماسية قوية ومرنة لحل المشكلات عبر الحوار،ولكن في حال تطوير العلاقات الأقتصادية بين الأقليم وبغداد ينبغي الأتفاق مع بغداد في بعض الأمور المشتركة،و كما تعلمون أنّ الحكومة التركية قدّمتْ مبادرات جديدة لتطبيع علاقاتها مع حكومة المالكي،لأنّ تلك العلاقات شهدت خلال السنتين الماضيتين توتراَ ملحوظاً،ولكن بعد تبادل زيارة وزيري خارجية البلدين ظهرت في الأفق دلائل على نية الجانبين الحسنة لأعادة تلك العلاقات الى مجاريها.
* الموضوع الساخن الآن في المنطقة هو اسقاط نظام الأسد و عقد مؤتمر جنيف2، و ان هدف اقليم كوردستان و تركيا هو حل المشكلة السورية و التوترات التي تشهدها المنطقة، هل تتوقعون ان يأخذ البارزاني و اردوغان موقفاً مشتركاً ازاء الأوضاع في سوريا؟
- الموقف التركي معروف جداً حيث اكدت الحكومة التركية وبأستمرار على أنّ أي حل بالنسبة الى الأزمة السورية يجب أنْ يتضمن قبل كل شىء الأطاحة بالأسد،ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى الآن،الحكومة التركية تنتقد بعض الدول الأوروبية بسبب مواقفها المرنة ازاء الأسد،والقادة الأتراك حث الأوروبيين مراراً على تفعيل دورهم وعدم تجاهل مطلب تركيا بأبعاد بشار الأسد من السلطة قبل ايجاد أي حل للأزمة السورية،وهذا ما يفسر لدى البعض رأي المنتقدين الأتراك بأن رئيس الوزراء التركي اردوغان هو أحد الصقور، لذا فمن المؤكد ان هذا الموضوع يشكّل احد المحاور الرئيسة لمباحثات البارزاني مع اردوغان في دياربكر، وانني ارغب في معرفة توجهات البارزاني حول الموضوع مع أنّني متأكد جداّ من ان سيادته له ذات الرأي وهو رحيل الأسد.
*في تأريخ تركيا و تأريخ العلاقات بينها وبين اقليم كوردستان يتم لأول مرة توجيه دعوة رسمية الى قائد كوردي لزيارة مدينة كوردية في تركيا،وهذه اشارة الى التغير الحاصل في السياسة التركية حيال اقليم كوردستان ،السؤال هو: الى أي حد يكون للبارزاني دور في حل القضية الكوردية في تركيا سلمياً و هل أنّ اردوغان مستعد لسماع آرائه حول هذه المسألة الحساسة؟
- و كما قلت سابقاُ انها زيارة مثالية و مهمة جداَ و زيارة الرئيس الى هذه المدينة لها مدلولات خاصة وذلك لأنّ دياربكر هي قلب المنطقة ولأن البارزاني شخصية قوية و محترمة، كما انّ عملية السلام بدأت في تركيا ولكن للأسف كما اشرتُ اليها انها تسير ببطء ورغم التحفظات الاّ انّ هناك ارادة قوية من قبل الحكومة التركية لحل المشكلة ولكن حضور البارزاني و ما يطرحه خلال الأجتماع يؤخذ بنظر الأعتبار وان الكورد في تركيا يحترمون اراء سيادته بشأن أي تطور يطرأ في هذه المسألة، أما بالنسبة الى الحكومة التركية و السيدين اردوغان و داود اوغلو فالأمر واضح حيث ان كل هؤلاء يستمعون الى النقاط التي يطرحها الرئيس البارزاني،وفي الختام اود القول لو استطاعت محادثات دياربكر الأسراع في العملية و مهّدتْ الطريق الى السلام فإنها ستصبح حتماً مكسباً كبيراً للمنطقة برمتها.