هيمن هورامی ل (كولان)زيارة الرئيس البارزاني الى آمد تأكيد على التعامل مع المرجع للقضية الكوردية
November 21, 2013
مقابلات خاصة
يمر الشرق الأوسط في هذه المرحلة بتحولات كبيرة،وبين هذه المعادلة السياسية يحمل السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان رسالة السلام و الديمقراطية لحل القضية الكوردية في المنطقة،حيث يرى سيادته انّ القضية الكوردية لاتُحل الاّ بالسلم و الحوار،ولهذا السبب اصبح هذا الموقف للرئيس البارزاني خارطة طريق لحل القضية الكوردية ليس في جنوب كوردستان فحسب،بل على مستوى الأجزاء الأخرى من كوردستان،وانّ زيارته الأخيرة الى آمد بدعوة رسمية من الحكومة التركية،هي خطوة اخرى لدفع المزيد من بذل الجهود بأتجاه عملية الحل السلمي للقضية الكوردية في تركيا،و لتقييم و الحديث عن هذه الزيارة التأريخية و مساعي الرئيس البارزاني لحل القضية الكوردستانية على مستوى اجزاء كوردستان الأربعة،التقت كولان السيد هيمن هورامي مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني و وجهت له عدداً من الأسئلة.ترجمة/ بهاءالدين جلال
يمر الشرق الأوسط في هذه المرحلة بتحولات كبيرة،وبين هذه المعادلة السياسية يحمل السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان رسالة السلام و الديمقراطية لحل القضية الكوردية في المنطقة،حيث يرى سيادته انّ القضية الكوردية لاتُحل الاّ بالسلم و الحوار،ولهذا السبب اصبح هذا الموقف للرئيس البارزاني خارطة طريق لحل القضية الكوردية ليس في جنوب كوردستان فحسب،بل على مستوى الأجزاء الأخرى من كوردستان،وانّ زيارته الأخيرة الى آمد بدعوة رسمية من الحكومة التركية،هي خطوة اخرى لدفع المزيد من بذل الجهود بأتجاه عملية الحل السلمي للقضية الكوردية في تركيا،و لتقييم و الحديث عن هذه الزيارة التأريخية و مساعي الرئيس البارزاني لحل القضية الكوردستانية على مستوى اجزاء كوردستان الأربعة،التقت كولان السيد هيمن هورامي مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني و وجهت له عدداً من الأسئلة.
*زيارة السيد مسعود بارزاني ؤئيس اقليم كوردستان بدعوة رسمية من رئيس الوزراء التركي الى آمد كبرى المدن الكوردية في تركيا حادث نادر في تأريخ تركيا،ما المعنى و المدلول السياسي لهذه الزيارة؟
- زيارة الرئيس البارزاني تحمل في طياتها مجموعة من الأبعاد و المعاني السياسية و المؤشرات المهمة،ومن بينها انَ الرئيس البارزاني يزور تركيا بصفته رئيس اقليم كوردستان، ولهذا السبب نجد لمثل هذه الزيارة التأريخية( الشخصية، المكان، الزمن و السياق العام) تلعب دوراَ مهماً في اضفاء المعاني السياسية. زيارة الرئيس البارزاني بصفة رئيس اقليم كوردستان تعني ترسيخ مكانة الأقليم بأتجاه الجانب الفعال للمنطقة وأنّ القوى الأقليمية لاتستطيع فقط عدم وضع اعتبار لدور اقليم كوردستان بل عليها التعامل معها و وضع حسابات للمصالح و الملاحظات و الرؤى،كما انّ الزيارة تعني أنّ المسألة الكوردية تتقدم الى الأمام في الشرق الأوسط و لن تتراجع،و تثبت كذلك أنّ الرئيس البارزاني يجري التعامل معه بمثابة مرجع للمسألة الكوردية على مستوى الأجزاء الأخرى و حكومات دول المنطقة،وهو يقود ستراتيجية و مفادها أنّ المسألة الكوردية لايمكن حلها الاّ بالوسائل السلمية كما تعني نجاح المنطق السياسي الذي اتبعه الرئيس البارزاني منذ البداية في التعامل مع المسألة الكوردية.
اهمية الزيارة من حيث الزمان تكمن في انّ عملية السلام في تركيا هي في خطواتها البدائية لذا من المعقول أن يتم حث تركيا اكثر الى الأستجابة للأعتراف بالحقوق القومية و الديمقراطية للكورد في شمال كوردستان،وأن تتم اتاحة المزيد من الفرص لأجراء الحوار بين الحكومة التركية و النواب الكورد في البرلمان التركي و السيد اوجلان،الجانب الآخر من اهمية الزيارة من حيث الزمان هو مسألة تطبيع العلاقات بين تركيا و العراق و الزيارة المتبادلة لوزيري خارجيتهما و احتمال زيارة المالكي الى تركيا،انّ زيارة الرئيس البارزاني هذه الى تركيا توضح أن تطبيع العلاقات بين تركيا و العراق لن يكون على حساب مصالح اقليم كوردستان ،لأنّ الطرفين العراقي و التركي لايستطيعان عدم وضع اعتبار لعلاقاتهما و مكانة اقليم كوردستان فيها أو العمل بخلاف ذلك أو احتوائها.
من حيث المكان،انّ المسألة الكوردية في الشمال و عملية السلام لها مركز ثقل و موقع جغرافي و تأريخ سياسي كبير،لذا فأن هذه الزيارة لها اهمية كبيرة على صعيد المكانة القومية للكورد بين المعادلات من حيث الزمن و السياق العام للشرق الأوسط.
* في الوقت الذي يبدو هناك انفتاح لعملية السلام وحل المسألة الكوردية في تركيا ، الى أي حد تدفع هذه الزيارة عملية السلام للكورد في تركيا الى الأمام؟
- عملية السلام في تركيا بالنسبة للكورد هي مسألة ستراتيجية لكل أجزاء كوردستان،لأنّ أي تقدم سياسي و الدستوري و السلمي و الحل الديمقراطي للقضية الكوردية في الشمال يعزّز مكانة اقليم كوردستان،و يفتح الأفاق لحل القضية الكوردية في الشرق و دفع عملية السلام في الغرب الى مرحلة جيدة، فأنّ زيارة الرئيس البارزاني الى جانب تعزيز العلاقات الثنائية بين اقليم كوردستان و تركيا سوف تشكل دافعاً قوياً لدفع عمية السلام و ازالة المعوقات أمام مواقف الحكومة التركية ازاء السلام و اجراء الحوار،لقد كان للدور المحوري للرئيس البارزاني و لقيادة اقليم كوردستان منذ البداية تأثير كبير في اقناع الحكومة التركية بأن توجهاتها الأمنية و العسكرية في معالجة المسألة الكوردية و اضطهاد الكورد و انعدام الحقوق القانونية و الدستورية كانت سياسة فاشلة .
كما أنّ رسالة الرئيس البارزاني و قيادة اقليم كوردستان الى اخواننا في الشمال تعني ان المرحلة الحالية تتطلب الأحتكام الى السلام و الحوار و الحل الديمقراطي لأنّ الصراع المسلح لاتخدم القضية الكوردية.
* الأحزاب المعارضة في تركيا ترى في زيارة الرئيس البارزاني الى آمد على أنها جاءت لتقسيم تركيا،لماذا يخشى المتشددون القوميون الأتراك من هذه الزيارة الى هذا الحد؟
- قد يكون هناك اختلاف بين موقفي( جهبة و مهبة)،كنّا في الأسبوع المنصرم في اجتماع المجلس الأشتراكي العالمي و بضيافة جهبة في اسطنبول،والتقينا قادة جهبة لم نسمع منهم انتقادات حول هذا الموضوع، ولكن ل(مهبة) مواقف عنصرية متشددة ولكن لا أهمية لما يقولون لأنهم يشكلّون الأقلية بين رأي العام التركي،انهم بقايا عقلية قومية متشددة فاشلة التي اضطهدت الكورد بالحديد و النار منذ اكثرمن مائة عام و نكروا وجود القومية الكوردية في تركيا.
* الزيارة المهمة للرئيس البارزاني الى آمد تأتي مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية التركي الى بغداد و تعني أنّ العلاقات بين اقيم كوردستان و تركيا لاتتاثر بتأزم أو تطبيع العلاقات بين انقرة و بغداد،كيف تنظرون الى مكانة اربيل كعاصمة اقليم كوردستان في ظل القيادة الحكيمة للرئيس البارزاني؟
- كما أشرتُ في اجابتي السابقة ، فإنّ اربيل تلعب اليوم دوراَ محورياً للقضية الكوردية على صعيد الشرق الأوسط و المجتمع الدولي و الدور الكوردي عن طريق اربيل يشكّل القاعدة المهمة للأستقرار الأقليمي و التطورات الدبلوماسية و التي تسمى Geopolitical Weight.ومنذ البداية أرسى الرئيس البارزاني دعائم ستراتيجية للكورد وبأن الكورد يملك اجنداه الخاص و هو ليس جزءاً من الأجندات التركية أو الأيرانية أو الأمريكية أو أي دولة اخرى،كما أنّ تعامل الكورد مع الأطراف يعتمد على أساس ما يتخذه أي منها خطوات للتقرب من المسالة الكوردية و التعامل الصحيح مع حقوق و طموح الكورد،وكانت المسألة القومية للكورد و مصالحهم و كذلك القيم الديمقراطية و السلام و الحرية و الحوار و الحوار المشترك و التعايش و عدم التدخل في شؤون الغير و مراعاة المصالح المشتركة تشكّل الخلاصة الستراتجية في حكمة الرئيس البارزاني.هذه الأمور جعلتْ اطراف المعادلات حتى ولو كانت في خلاف مع اقليم كوردستان و حتى مع الرئيس البارزاني في مرحلة من المراحل ولكنها لم تستطع عدم وضع مكانة الرئيس البارزاني و اقليم كوردستان في الحسبان،لذا فإنها اضطرت الى التعامل مع هذه الستراتيجية .
* الجانب الآخر من هذه الزيارة هو اظهار شخصية رئيس اقليم كوردستان بمثابة رئيس قومي لحل القضية الكوردية في المنطقة،بأعتبار سيادته يلعب دور الوساطة و السلام في المنطقة، ما اهمية مكانة الرئيس البارزاني للمنطقة في المرحلة الراهنة؟
- يتميز الرئيس البارزاني بصفات و خصائل شرعية وقانونية و سياسية و ثورية و تأريخية و كذلك على الصعيد الدولي لذا فأنّ جميع الدول ترى فيه الشخصية المرموقة و الكفوءة و القادرة على تمثيل الكورد على الصعيدين الأقليمي و الدولي،حيث قال كينيس بولاك في بروكيينكزلدى تعريفه اارئيس البارزاني: (( كما ان كل الطرق في اوروبا تعود الى روما كذلك كل طرق الكورد في الشرق الأوسط تعود الى مسعود بارزاني) لذا فإنّ دور القائد في مرحلة التحرر الوطني للم الشمل و قيادة الشعب و توحيد الطاقات القومية و توجيهها بهدف التوصل الى الحقوق القومية و المزيد من المكاسب مهم جداَ في التأريخ السياسي لنضال الشعوب،لذا فأن الشخصية القومية التي يتحلى بها الرئيس البارزاني جعلته مرجعاً لكل الكورد على حد سواء.
* هناك حراك مهم بشأن القضية الكوردية و اجتماع ممثلي اجزاء كوردستان الأربعة ، وكنتم قبل فترة ممثلاَ للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مؤتمر ممثلي الأجزاء الأربعة، ومن المقرر انْ يعقد الأجتماع القادم في اربيل، هل لك انْ تتحدث لنا عن هذا الجانب؟
- تم تنظيم المؤتمر من قبل IMPR و هي مؤسسة للبحوث الستراتيجية،اهمية المؤتمر تكمن في انه عُقد في تركيا،و شاركت فيها معظم الأطراف الكوردستانية،وتم فيه طرح الاراء و التوجهات من قبل المشاركين،و شكّل المؤتمر انعطافة جيدة بالنسبة الى الحكومة التركية والرأي العام التركي للتحرك بأتجاه عملية السلام في تركيا.
* الجانب الآخر من الزيارة يدور حول المشكلة السورية و بيده(حزب الأتحاد الديمقراطي)، كيف كان موقف الرئيس البارزاني حول هذه المسألة؟
- القضية السورية اصبحت قضية دولية و اقليمية،لذا من الطبيعي أنْ يتم الحديث في هذا الأجتماع المهم عن غرب كوردستان و الأزمة السورية بشكل عام،موقف الرئيس البارزاني ليست له علاقة بأي شكل من الأشكال بمواقف تركيا أو ايران أو امريكا أو روسيا حيال سوريا،بل أن موقف سيادته يأتي من منظور الحرص على مصالح الكورد و مستقبل قضيته في غرب كوردستان، وقد كان للرئيس البارزاني موقف واضح منذ البداية،و التأكيد على عدم انجرار الكورد الى الصراع الدائر في سوريا وانْ لايصبح طرفاً من الصراعات الأقليمية و الدولية،وانْ يحاول نيل حقوقه سواء بالتنسيق مع المعارضة أم مع النظام السوري، ويكون القرار جماعياً وليس من طرف واحد كما يفعله(بيده) الآن،لذا فإن موقف الرئيس البارزاني من هذا الجانب ثابت و يؤكد على الستراتيجية ذاتها.
.