• Thursday, 05 December 2024
logo

المحلل السياسي الدكتور سامي موبيز لمجلة(كولان):موقف الرئيس البارزاني ازاء الكورد في سوريا دليل على حرصه القومي على ابناء الأمة الكوردية

المحلل السياسي الدكتور سامي موبيز لمجلة(كولان):موقف الرئيس البارزاني ازاء الكورد في سوريا دليل على حرصه القومي على ابناء الأمة الكوردية
الدكتور سامي موبيز الباحث في معهد كارينج الشهير لسياسات الشرق الأوسط ، بحوث موبيز غالباً تتركزعلى الأوضاع في سوريا و لبنان و العراق و الصراع الأسرائيلي – العربي،وهو مواطن سوري و رئيس تحرير لأول مجلة سورية تصدر باللغة الأنكليزية و هي (فورورد مكزين)، و كان مسؤولاً لمكتب صحيفة ديلي ستار اللبنانية في دمشق، التقته (كولان) و وحاورته حول الأوضاع الراهنة في سوريا.
ترجمة/ بهاءالدين جلال

الدكتور سامي موبيز الباحث في معهد كارينج الشهير لسياسات الشرق الأوسط ، بحوث موبيز غالباً تتركزعلى الأوضاع في سوريا و لبنان و العراق و الصراع الأسرائيلي – العربي،وهو مواطن سوري و رئيس تحرير لأول مجلة سورية تصدر باللغة الأنكليزية و هي (فورورد مكزين)، و كان مسؤولاً لمكتب صحيفة ديلي ستار اللبنانية في دمشق، التقته (كولان) و وحاورته حول الأوضاع الراهنة في سوريا.

* مع أنّ المشكلة السورية اتخذت طابعاً دولياُ و الأوضاع الآن تتجه نحو قيام القوات السورية بأعادة المناطق التي فقدت الحكومة السيطرة عليها من قبل،ما يؤدي ذلك الى وقوع كارثة انسانية، ماهي قراءتكم لهذا الحدث؟
- اعتقد انّ عدد قتلى السوريين اكثر مما اعلنته الأمم المتحدة،انا على ثقة تامة انّ القتلى من جانب النظام و المعارضة يتجاوز اكثر من (200) الف قتيل،ويحاول كل طرف التغطية على العدد الصحيح خوفاً من انهيار معنويات المقاتلين،وعلى سبيل المثال لم يشر النظام الى عدد القتلى من جنوده الذين كانوا يقتلون يومياَ عددهم كان يتراوح بين 30 -40 جندياً،ناهيك عن المفقودين، ولذا فإن اوضاع سوريا الآن هي الأخطر التي تواجه السوريين و تشكل كارثة انسانية حيث القتلى يومياً و تفشي المجاعة بين المواطنين بسبب القتال و الدمار الذي عم مرافق البلاد الحيوية.
* في غضون هذه الأوضاع المتردية فإن المعارضة السورية رغم انها لم تتمكن من توحيد صفوفها فإنها تعاني من تسلل ارهابيي منظمة القاعدة بين افرادها ما جعل العالم يتردد عن دعم المعارضة السورية بالشكل المطلوب و الكامل، ألا يشكّل تحوّل بعض المناطق السورية الى اوكار لمنظمة القاعدة خطراً على مستقبل البلد و المنطقة؟
- كان النظام السوري قبل سنتين الجهة الوحيدة التي تدّعي بأنّ منظمة القاعدة تعمل على اراضيها و حينها لم أكن اصدّق ما يقال عن هذا الأمر كما ان المعارضة و بعض منظمات المجتمع الدولي تُفسّر وجودها بأنه مؤامرة وكانت تدّعي بعدم وجود أي موطأ قدم للقاعدة في سوريا ،ولكن الحقيقة اظهرت ان القاعدة جعلت الأراضي السورية ساحة لنشاطاتها القتالية،وان محمد البغدادي قائد فرع المنظمة في العراق هو الذي يشرف شخصياً على تنظيماتها في سورية،وعلى كل الأطراف السورية الأعتراف بهذه الحقيقة،ولكنني لااعرف بالضبط عدد الأرهابيين الذين تسللوا الى الأراضي السورية و رغم قلة عددهم- كما اعتقد- الاّ انهم تلقوا التدريب القتالي الجيد،وانني على ثقة أنّ الأرهابين المتسللين الى سوريا سوف لن يتمكنوا من البقاء فيها طويلاً لأن سوريا كانت و مازالتْ البلد الذي يتميز بالأعتدال وشعبه تواق الى التعايش السلمي، وما يحدث الآن في سوريا حالة مؤقتة و ستزول بمرور الزمن.
* لقد حرر الكورد مناطق معينة من سوريا ولكنهم يواجهون الآن هجمات تشنها ضدهم منظمة جبهة النصرة ،وحسب الأنباء الواردة فأنها تقوم بقتل الكورد الأبرياء من النساء و الأطفال ، السؤال هو: لماذا الأبادة الجماعية للكورد بدلاً من الأستفادة من قواتهم و وجودهم في تلك المناطق؟
- المعارك الأخيرة بين جبهة النصر و كورد سوريا جلبت انتباه العالم بسرعة،وسبب اندلاعها هو العداء المستمر الذي تكنه اطراف المعارضة تجاه الكورد لأنهم كانوا في بداية انتفاضة عام 2011 معتدلين كما انّ هؤلاء المتشددين كانوا يعتقدون أنّ الكورد سوف يتعرضون لأقسى الهجمات من النظام لأنهم يكنون العداء للبعث السوري منذ فترة طويلة،وقد رأينا أن الكورد لم يتعاونوا مع المعارضة لأنهم لايريدون أن يصبحوا جزءاَ من أي مجموعة تدعمها تركيا،لذا كان على هؤلاء المتشددين أنْ يفهموا أن الشعب الكوردي في سوريا قد وضع ضمن طموحاته المشروعة ضمان حقوقه القومية كالحكم الذاتي و التعليم باللغة الأم ، و لأن الكورد استطاعوا تشكيل اقليم خاص لهم في شمال شرق البلاد فإن هذا لم يروق الأسلاميين، لقد نقض الأسلاميون المبادىء التي اندلعت من اجلها انتفاضة عام 2011،ما يؤدي الى البقاء الأطول للنظام السوري وعندما تأكد لدى المجتمع الدولي انّ نفوذ الأسلاميين داخل المعارضة تزايد كثيراً ات فإنّه اتخذ موقفاً آخر.
* رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني وهو الآن بصدد انعقاد المؤتمر القومي الكوردي في اربيل، فقد دعا سيادته المؤتمر الى ارسال وفد الى سوريا للتحقيق والأطلاع عن كثب على حجم الضحايا في المجازر الجماعية التي وقعت في صفوف الكورد مؤخراً، ،واذا ما أظهرت النتائج عن قيام منظمة القاعدة بهذه الجريمة، ترى كيف سيكون موقف المجتمع الدولي في دعمه للكورد و منع مثل هذه الجرائم؟
- لقد تابع الرئيس البارزاني و بعد ايام قلائل هذه المسألة باهتمام بالغ واعلن انه لن يقف مكتوف الأيدي عندما يرى الكورد في سوريا وهم يُذبحون و لذا اكد استعداده بكل ما اؤتي من امكانية و هذه الرسالة هي تحوّل كبير للدفاع عن بني امته،وهذه فرصة العمر اتيحت للكورد وعليهم استغلالها ،و لكن محاولة التدخل أو خطوة مماثلة للدفاع عن الكورد في سوريا فإنها بحاجة الى موافقة السوريين و الأتراك و العراقيين،وكذلك الأميركان للسماح لمن ينوي التدخل وعلى اية اسس قانونية،والتي تسمى من الناحية القانونية القتال.
* حماية المناطق التي يديرها الكورد الآن في سوريا مهمة بالنسبة لمستقبل سوريا،ما مدى اهمية اقامة منطقة آمنة لكورد سوريا على غرار المنطقة التي اقيمت لكورد العراق في تسعينييات القرن الماضي؟
- خطوة جيدة ،ولكن تم ابداء دعم لكورد سوريا من ايران و تركيا عن طريق صالح مسلم رئيس حزب الأتحاد الديمقراطي ، و مازال النظام السوري لم يؤكد موقفه المؤيد أو الرافض حول تأسيس اقليم في غرب كوردستان وعاصمته قامشلي، وما يُنشر حول الفدرالية و الديمقراطية في سوريا يُشكل مهزلة،لأن هذه المسألة تثير مشاعر الكورد في تركيا ولكن في الوقت ذاته فإن المحادثات بين(بيدة)و الحكومة التركية مهمة جدا لسببين، الأول هو انّ المحادثات تجري بشكل علني، و الثاني لأنها تأتي في اطار دعوة رسمية موجهة من وزارة الخارجية التركية.
* ما اشرتَ اليه فهو واقع الحال ، ولكن يجري الحديث الآن عن تغيير الحدود،أو بشكل آخر هناك منْ يقول أنّ المكونات السورية لاترغب في التعايش معاً،ما هي قراءتك لهذا المشهد؟
- تركزت طلبات الكورد السوريين في البداية على تسلم الجوازات و ضمان الحقوق الثقافية فقط وليست على حق الأدارة الذاتية،ولكن الأمور الآن قد تغيرتْ خاصة بعد انهيار المؤسسات الحكومية في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد،ان تلك الحدود اقيمت منذ اقل من 100 عام وهي مصطنعة فرضها الفرنسيون و البريطانيون في حينها على الكورد و العرب،و لكن القوميين المتشددين من العرب السوريين لايرغبون في اجراء أي تغيير فيها و يسعون الى بقاء سورية كدولة موحدة،واتوقع ان يتم تغيرها في وقت قريب،الأوضاع الآن تختلف عن السابق و لقد سالت دماء كثيرة، حيث لايمكن للطائفة العلوية العيش مع اسلاميي ادلب، و كذلك مسيحيي حلب مع اصوليي جسر الشغور،و كما هو الحال بالنسبة الى كورد حسكة مع اسلاميي جبلزاوية.
* في حال سقوط نظام الأسد هل تلتزم اطراف المعارضة السورية بضمان حقوق المكونات؟
- المعارضة السورية ملتزمة بوعودها على الورق فقط ، ولكن من الصعوبة التكهن بأنتصار أي من الطرفين( نظام الأسد أم المعارضة)في النهاية،و حسب المعارك العسكرية و الدعم الغربي لايمكن القول بأن النظام سوف ينهار قريباً،حيث تمكن النظام من اعادة 45% من مناطق جنوب البلاد و التي تضم 60% من سكان سوريا،سيما اعادة السيطرة على حمص، اما مدن دمشق و طرطوس و اللاذقية فهي لازالت من المواقع الحصينة للنظام،وهذا ما يسعد حلفاء النظام من ايران و روسيا كما ان اسرائيل لن تسمح للأسلاميين بالوجود على حدودها مع سوريا والسيطرة على السلطة و امتلاك السلاح الكيميائي،الكثيرمن اطراف المعارضة كانت تعتقد ان النظام السوري ينهار في غضون ايام، وهنا أؤكد ان سقوط حسني مبارك كان حالة خاصة،اما بالنسبة الى ليبيا حيث كان من المعلوم أنه لولا التدخل المباشر من الناتو لما سقط بهذه السهولة.
Top