• Sunday, 06 October 2024
logo

البروفيسور آمازيا بارام لمجلة كولان: رئيس الوزراء العراقي المالكي يتحمل المسؤولية الرئيسة لما آلت اليه أوضاع العراق

البروفيسور آمازيا بارام لمجلة كولان: رئيس الوزراء العراقي المالكي  يتحمل المسؤولية الرئيسة لما آلت اليه أوضاع العراق
البروفيسور آمازيا بارام هو أستاذ التاريخ في شؤون الشرق الأوسط و مدير مركز(ميرو ميريام) للبحوث حول شؤون أيران و دول الخليج في جامعة حيفا وأحد المؤرخين الذي يجري و منذ أكثر من(30) عاماً بحوثه حول حزب البعث بجناحيه البعث العراقي و السوري، و مستشارا في فترتي أدارتي الرئيسين بيل كلنتن و جورج دبليو بوش وأستشير في مسألة أسقاط النظام السابق في العراق، وكان قبل بدء عملية تحرير العراق في عام 2003 أحد كبار الباحثين في معهد(بروكينكز) المعروف و مركز(سابان) في المعهد المذكور لتقييم أوضاع العراق و كيفية تنفيذ العملية وكان قد قدم أستشارات في هذا المجال الى الأدارة الأمريكية في ذلك الوقت، و منشغل حاليا في أجراء البحوث حول وضع أيران و دول الخليج وقدم بحثه المعنون(الأتعاظ من ردع العراق) أو (الدروس المسنبطة من عملية ردع العراق.
(Deterrence Iessons From Iraq)
في عدد(تموز وآب) لعام 2012 و يؤكد في مقاله هذا أنه بالأمكان الأستفادة من الخطوات العملية التي أعتمدت في السابق لمواجهة أسلحة الدمار الشامل العراقية في حين أن جميع التحولات التي طرأت على المنطقة هي آلان مرتبطة فيما بينها وأن الوضع السياسي والأمني للعراق بصورة عامة هو سائر نحو الأنهيار.. ما حدا بنا أن نستعرض مع البروفيسور أمازيا بارام الأوضاع المتوترة الراهنة ووقف معنا بأسهاب وأهتمام أمام مستجداتها تلك وبالأخص ما يتعلق بمسألة أقليم كوردستان و موضع الكورد في المنطقة وأدناه نص لقاء الجشملة معه:



• مع كل التعقيدات التي يعيشها المشهد العراقي والتي يبدو أنه من الحسال معالجتها عن طريق الحوار فالحكومة الأتحادية تخرق الدستور و نتساءل هنا(العراق الى أين ) .
- التوجه الذي يتبعه العراق حاليا هو ليس بتوجه صحيح وهو حقيقة يعرفها الجميع و برأيي أن المسؤولية الرئيسة في هذا الوضع يتحملها رئيس الوزراء العراقي المالكي فهو لا يستشير أحدا في أدائه لمهماته هذا في حين من الضروري أن يعمل المالكي معكم و مع علاوي أي مع القائمة العراقية لمعالجة المشكلات إلا أنه يأبى ذلك أي أن السؤال هنا هو : ماذا تفعلون أنتم إزاء ذلك وما بالأمكان فعله وبقناعتي أنتم قد بدأتم بأتباع طريق سليم و صحيح ولا أدري سبب عدم نجاح ذلك فأنتم (الكورد) قد عملتم مع علاوي من جهة ومع مقتدى الصدر من جهة أخرى وبذلتم جهدكم لتحقيق الأكثرية في مجلس النواب لتغيير الحكومة وهذه خطوة جيدة ولا أدري مالذي حدث بعد ذلك إلا أن الجميع يعرفون أن الأمور لم تنجح بهذا الأتجاه ما أوقع العراق في معضلة لا أحد يعرف الخروج منها، و توصيتي لكم هي : أعملوا مع السنة وأبذلوا جهودكم من جديد لأزاحة المالكي، وأما إذا لم يكن ذلك ممكنا الآن، فأنا أقترح على الكورد أن يجتموا مع المالكي و حكومته و يتحاوروا معه والأسلم عندها أيجاد الحلول لكل المشكلات العالقة وعلى أسس من الأتفاق والتوافق... أنا لا أدخل التفاصيل إلا أن المعلوم لدينا جميعا أن الكورد يطالبون بارض محدودية ومطاليب أخرى تتعلق بمسائل أنتاج النفط وأستخراجه وتوقيع العقود النفطية..الخ، هذا في الواقع هو مسألة سيئة للغاية لأن الأمور قد تصل الى تقسيم العراق و بصورة جذرية رغم ان الكثيرين من الكورد يطمحون الى الأستقلال، و بمراعاة ذلك عليكم العمل مع الحكومة الأتحادية كي تتوصلوا الى نوع من الحل عن طريق المساومة والأتفاق.. فأمامكم عدة سنوات غير أن هذا الوقت لن يبقى مفتوحا الى الأبد لأن بغداد تحصل بأستمرار على أسلحة جديدة و يقوي الجيش العراق و ربما تضطرون للحرب خلال أعوام قليلة رغم أنكم غير راغبين في ذلك وهو أمر مؤكد، ما يحتم عليكم أن تنتبهوا بإستمرار وتتوصلوا مع بغداد الى أتفاق بهذا الصدد وهو ما تعملون من أجله،، لا أحد يعرف مثلا الى أين يؤدي مسار الأحداث في سوريا فهو أمر مهم غير أن عليكم أن تساعدوا كورد سوريا قدر المستطاع وأعلم أن هناك عدداً من اللاجئين الكورد السوريين في كوردستان العراق وأن عليكم مواصلة مساعيكم لمساعدتهم وبالذات عن طريق المساعدات المالية، لأنني أتوقع أن تنقسم سوريا في النهاية، وقد تنفصل المناطق الكوردية عنها وعليكم عند ذاك أحتضان تلك الأقسام عندها لا يشمل أقليم الأدارة الذاتية فقط الأقليم الكوردي في العراق بل ويضم بعضا من الأجزاء السورية أيضاً فهو بقناعتي مسار جيد للعمل والمهم بالنسبة اليكم الأصرار على تحقيق المطاليب ذات الأهمية والأولوية لديكم مع المساومة على المطاليب ذات الأهمية الأدنى وأرجو أن تتوصلوا الى أتفاق بهذا الصدد مع حكومة بغداد وهذا أمر ممكن في الواقع وهو تصرف عملي وهو ما اقترحه علكيم.
* قد تؤدي الأمور الى الأنفجار و يصر المالكي على تطهير و تصفية منافسيه السياسيين سيما بعد أصدار حكم الأعدام بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ما يزيد من أحتمالات أندلاع حرب طائفية ترى ما هي تداعيات هذا الحكم وهل يؤدي الى حرب طائفية؟
- أنا أوافقكم الرأي في هذا مائة في المائة و بقناعتي أن المالكي يتصرف كدكتاتور صغير غير أن الهاشمي هو الآن في تركيا التي أبلغت العراق بنسيان مسألة تسليمه و سيبقى في تركيا لأية فترة يراها مناسبة.. هذا أمر جيد لكي يعرف المالكي حدوده إلا أن بأمكانكم عمل القليل في ذلك لأن المسألة قائمة بين السنة والشيعة وأنتم محايدون بهذا الصدد إلا أن الأفضل أن تدعموا السنة فهم حلفاؤكم الطبيعيون غير أن عليكم في كل الأحوال أن تهتموا بمصالحكم أنتم الكورد في العراق و يتجسد ذلك على الأكثر في محاولة التوصل الى أتفاق مع المالكي يرضى الطرفين أي أن يتخلى الطرفان عن بعض مطاليبهما وهو اقتراحي الوحيد لكم في هذا المجال هذا الى جانب وجود العديد من الخلافات بين المالكي وبين السنة ولا أرى لها معالجة في الوقت الحاضر، لأن المالكي يتصرف كدكتاتور صغير ومع ذلك عليكم أن تعملوا أي شئ ممكن مع بغداد فالمالكي و بسبب خلافاته المتعددة والمعقدة مع تركيا والسنة والسعودية ودول الخليج أيضا هو الآن ليس في موقف قوي وهو أمر يدركه هو شخصيا وقد يكون مستعدا للتفاوض معكم على أسس معينة و محددة و بغير ذلك لا أتكهن بالنتائج فقد كنتم على وشك التعرض للحرب مع الجيش العراقي خلال الأسابيع الأخيرة وكان من حسن حظكم أن توصلتم الى حل مناسب لذلك إلا أن الصعب والمعقد هنا هو أحتمال تكرار ذلك الموقف وعدم رغبتكم أنتم والجيش العراقي في محاربة بعضكم البعض ما يحتم عليكم أن تتوصلوا الى أتفاق وسط بشأن مشكلة أراضيكم وحقوقكم المتعلقة بالنفط.. الخ .. إلا أن الملاحظ بالنسبة لكم هو وجود حكومة قوية في بغداد وأخرى قوية في أقليم كوردستان وهو مسألة ممكنة وأوصيكم، مه أحتمال التوصل الى أتفاق بينهما، بمساعدة كورد سوريا فقد ينضمون اليكم في يوم من الأيام ولا أعتقد أن الحرب في سوريا ستستمر طويلا دون أن يؤدي ذلك الى تقسيمها هذا ما توصلت اليه شخصيا وقد يفضل الكورد هناك الأنضام اليكم ما يقوي موقفكم ووضعكم الى درجة كبيرة وبأمكان الكورد ن يفوزوا في كل الجهات فإنا على دراية بأن لديكم علاقات جيدة مع تركيا والأهم، أيضا أن تستمر تلك العلاقات فأنتم بحاجة كبيرة اليها ما يعني عدم إمكانية مساعدتكم ل(ب.ك.ك) لأن ذلك يخالف مصالحكم أي أنكم بحاجة الى تركيا و الأتفاق مع بغداد و مع العرب السنة في ذات الوقت لأنهم هم حلفاؤكم الطبيعيون ، هذه هي قناعتي.
* ولماذا الأصرار العراقي على موقفه الداعم لنظام الأسد وما هي تداعيات ذلك؟
- مازال المالكي يعتقد أنه، في حال إيقاف مساندته لنظام الأسد يستعرض الى مشكلات أكبر مع أيران وحتى لو لم يكن راغبا، في مواصلة دعمه إلا أنه مضطر لذلك لأن الأيرانيين هم الذين يدفعونه بهذا الأتجاه و سيبقى على هذا الموقف طالما بقى الأسد على رأس النظام في سوريا والحل الأوحد لهذه المشكلة وإنهاء هذه السياسة هو إبعاد الأسد عن الحكم في دمشق عندها لن يبقى للأيرانيين أي موقع في سوريا و بالتالي أنتفاء الحاجة لأستمرار العراق على موقفه لأن الأسد في هذه الحالة سيكون لاجئا في بلدما.. وهو موقف سيستمر عليه المالكي، غير أن السعودية والولايات المتحدة و تركيا أيضا هي ممتعضة جداً من المالكي وأظهروا ذلك علنا بأبقاء الهاشمي في تركيا هذه أحدى مشكلات المالكي الكبرى الى جانب خلافاته الكبيرة معكم و مع السنة أيضا ومع عموم البلدان وهو ليس بالأمر الهين وأنا على يقين من رحيل الأسد في يوم ما و هو مضطر للأستمرار في سياسته تلك إلا أنه يدفع ضريبة كبرى مقابل ذلك، ما يحتم الحوار بينكم وبينه و عرض مطاليب الطرفين وبالأخير التوصل الى حل للمشكلات القائمة والحفاظ على دستور البلاد و تحديد سائر المشكلات تمهيدا لمعالجتها وهو في الواقع وقت مناسب لذلك فهو بحاجة الى علاقات طبيعية معكم، والأهم هو أستمرار السيناريو الذي طرحته لمسار الراهن بشأن العراق و كورد سوريا وبالتالي تأكيدي ثانية على أتفاق مع بغداد و قد تتعاون معكم تركيا في تحقيق هذا المطمح أولا تتعاون.. فلكل مشكلاته ولا أرى أي وضوح لأحداث المستقبل بخلاف ذلك.
* ما مدى عودة و ظهور الدكتاتورية في العراق من جديد و ما هي أضرارها بالنسبة للعراق و مدى قبول الأطراف الأخرى لتلك المخاطر؟
- في قناعتي لو أبعد الأسد عن الحكم وبالتالي خسرت ايران سوريا و من بعدها ربما لبنان لأنها لا تتمكن من مساعدة (حزب الله) أكثر من هذا و سيكون الأخير في موقف لا يشكل معه تلك المخاطر الكبيرة على لبنان، أي أن أيران تفط في هذه الحالة نفوذها في دمشق و بيروت وبذلك ستضطر ايران لأيقاع العراق و حصره بصفة(مستعمرة أيرانية) وهو أمر تجبر عليه إيران فهي تشعر أنها تفقد أمنيتها دون سوريا ولبنان ولا يبقى لها أي تفوق في الشرق الأوسط، وعندها ستفرض تلك الدول و تجبر المالكي على تنفيذ ما تريدها منه، و تصبح هي الآمرة و الناهية في العراق الذي سيكون في هذه الحالة دولة في غاية الأهمية بالنسبة اليهم، وتبقى لبنان و سوريا والعراق و تتعرض لمخاطر كبيرة وعدم أستقرار بين، ما يفرض أقامة علاقات جيدة مع تركيا و مع الولايات المتحدة بصورة أهم، وليس بمستطاعتكم منع المالكي من مساعدة و مساندة الأسد، فهي مشكلة تثيرها أيران و ليست مشكلتكم.
* ما هو رأيكم في مواجهة الرئيس البارزاني لطموحات المالكي سيما في خرق الأخير للدستور وأهمال المادة(140) والقضايا المعلقة الأخرى؟
- برأيي أن افضل حل للقضية العراقية الراهنة هو تحالف البارزاني والطالباني مع علاوي والقوى السنية الأخرى و حتى مع مقتدى الصدر لتغيير سلطة المالكي أو محاولة الأتفاق معه على المهم من مطاليبكم و تغييرما يمكن تغييره عن طريق البرلمان أو سحب الثقة منه و دفع المالكي لتشكيل حكومة ائتلافية ولا مانع أن تتوجهوا الى السعودية لطلب بعض المساعدة منها، فهي غير راضية عن سوريا و المالكي والأيرانيين و قد تساعدكم بالفعل وعليكم أتباع علاقات شمولية مع جميع الأطراف وتحديد مصالحكم، أدعوالله أن يوفقكم و تكون لكم دولتكم المستقلة مستقبلا وأنتم الكورد أهل لذلك ولكن مع مراعاة مسار الأحداث السياسية و بشكل عملي والأهم الآن أو مستقبلا هو سيادة السلام والتنمية والوئام .
Top