السفير جارلس دونبار ل(كولان): الفيتو الروسي و الصيني شلّ تحركات المجتمع الدولي حيال نظام الأسد
September 8, 2012
مقابلات خاصة
السفير جارلس دونبار الذي يدرّس حالياً في جامعة بوستن الأمريكية و هو متخصص في صياغة السياسة الأمريكية و الشرق الأوسطية وكان طيلة اعوام 1962-1993 أحد موظفي الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية وفي الفترة ذاتها تقلد لمرات عديدة منصب سفير بلاده في قطر و اليمن و أفغانستان، وللحديث حول الأوضاع الراهنة في سوريا و موقف المجتمع الدولي ازاء الأوضاع التي تمر بها سوريا في الوقت الحاضر كان ل(كولان) اللقاء الآتي مع السفير جارلس دونبار:
*رغم تصاعد حدة العنف و تزايد عدد الضحايا و نسبة النازحين الى دول الجوار،لماذا هذا الصمت المستمر من جانب المجتمع الدولي؟
- المجتمع الدولي لن يقف صامتاً،و لكن الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأخرى تفَّضل التحرك عن طريق الأمم المتحدة، و لكن كما هو معلوم فإنّه بسبب الفيتو الروسي و الصيني لاتوجد هناك أية حركة تذكر في هذا المجال.
* ولكن تدور الآن حرباَ دموية بين قوات الأسد و الميلشيات الوطنية والمعلوم أنّ قوات المعارضة و تلك الميليشيات لاتستطيع اسقاط النظام و الدماء مازالت تسيل، برأيك مادام المجتمع الدولي غير قادر على التدخل، اذاّ لماذا لايقدّم الدعم للمعارضة على الصعيد الداخلي من اجل القيام بأسقاط النظام ؟
- الأمم المتحدة لها ميثاقها وتتتخذ اجراءاتها وفق بنودها،لذا فإنّ المجتمع الدولي قرر اتخاذ اجراءاته وفق ما تحدده له الأمم المتحدة،كما أنّ الرئيس اوباما قد أعلن في حال ثبت امتلاك سوريا للأسلحة الكيميائية حينها سوف يتغيّر التعامل الأمريكي مع سوريا وفق ماتعكسه تصرفات النظام؟
* الجانب المهم الآخر الذي له تأثير على الملف السوري، وهو القرب من الأنتخابات الأمريكية ،حيث يعتقد المختصون أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لاتستطيع اصدار أي قرار حول هذا الموضوع الاّ بعد الأنتهاء من الأنتخابات، بأعتقادك هل يجوز ربط مصير دولة،(سوريا) مع المصالح الداخلية لدولةأخرى(الأنتخابات الأمريكية)هل في هذا انصاف و عدل؟
- في الحقيقة، اعتقد أنّ الملف السوري لايتعلق بالمصالح الداخلية السياسية الأمريكية،لذا برأيي أنّ المسألة لاتكون كبيرة بهذا الحجم اثناء الآنتخابات.
* وعلى الصعيد الأقليمي فإنّ المملكة العربية السعودية و تركيا تمتلكان ارادة قوية لأسقاط النظام السوري،ولكن هذا الموقف ينعكس فقط في وسائل الأعلام،و لم تتخذا أية خطوة عملية لأسقاط النظام ، كيف ترى ذلك؟
- لاتقولوا لم تفعلا شيئاً،لقد بذلت تركيا على صعيدها الداخلي جهوداَ كبيرة في مساعدة اللاجئين، و من جانب آخر _ قرأت في أحد المواقع _أنّ العربية السعودية قد موّلتْ المعارضة السورية و متأكد جداَ أنّ تلك المساعدات سوف تستمر،لذا فإنّ تعليقكم على الموضوع ليس دقيقاً عندما تشيرون بأنهما لم تفعلا شيئاً.
* قصدنا هو أنّ تركيا كانت منذ بداية انطلاق الثورة السورية متحمسة جداً في دعم المعارضة و كل الدول كانت تتوقع أن تتدخل تركيا عسكرياً في سوريا من اجل مساعدة الشعب السوري و ايقاف حملات القتل اليومي للمواطنين المدنيين العزل،نتسائل لماذا لم يتم بذل المزيد من الجهود لتوسيع المساعي الأقليمية لأسقاط نظام الأسد و ايقاف العنف و المذابح الجماعية؟
- علينا جميعاً معرفة حقيقة وهي أنّ العوامل الأقليمية تتعامل مع الأحداث على اساس مصالحها،و لكن حقيقة الأمر أنّ كافة الدول ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة و ما ستقرره ازاء هذه القضية.
* يعتبر العراق نفسه حليفاً قوياً للولايات المتحدة الأمريكية وبينهما اتفاق ستراتيجي،ولكن من الواضح أنّ الحكومة العراقية تدعم نظام الأسد من اجل بقائه في السلطة،برأيكم لماذا ليس للولايات المتحدة الأمريكية أي تاثير على مواقف الحكومة العراقية؟
- من المعلوم أنّ الولايات المتحدة الأمريكية و خلال السنوات المنصرمة لم تكن لديها أية سلطة أو نفوذ على الحكومة العراقية وتعاملاته،لقد قرر العراق تهميش المقترحات الأمريكية و رفض كل ما تقدمه امريكا من المقترحات،لذا فإن واشنطن لاتستطيع أنْ تتخذ أي خطوة ازاء هذه المسألة،نحن الذين سالت دماؤنا و خسرنا اموالاً طائلة والعراقيون ايضاً ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تطوير بلدهم و الوصول الى اهدافهم في تشكيل حكومة تضمن لهم خدمات وحياة سعيدة،ولكن ماحدث بعدذلك هو الأهتمام الكبير التي توليه الحكومة العراقية بالمواقف الأيرانية.
* ماهي توقعاتكم حيال العنف الذي تشهده سوريا،وهل سيستمر طويلاً و تعتقدون أنّ ايران تواصل دعم نظام الأسد عبر الأموال و الأسلحة،و الشعب السوري يذوق الأمرّين؟
- اعتقد أنّ الشعب السوري يتعرض اكثر الى المعاناة وما يجري الآن على صعيد المجتمع الدولي لايبشّر بالخير،بدءاً من استقالة السيد كوفي عنان كأحد الوسطاء وصولاً الى المواقف الروسية المستمرة بشأن كيفية التعامل مع تصرفات نظام الأسد ،و لكن الأمم المتحدة عيّنتْ احد اقوى دبلوماسيها ليحل محل كوفي عنان، ولكن لااعتقد أنّه سينجح في مهمته على مدى القريب،و لكنه يواصل بذل مساعيه من اجل ذلك.