• Sunday, 06 October 2024
logo

جيم بيتر فيلد ل(كولان): بشار الاسد في غاية الضعف الآن ، المعارضة غيرموحدة والمجتمع الدولي عاجزعن اصدار أي قرار

جيم بيتر فيلد ل(كولان): بشار الاسد في غاية الضعف الآن ، المعارضة غيرموحدة والمجتمع الدولي عاجزعن اصدار أي قرار
ترجمة/بهاءالدين جلال


البروفسور جيم بيتر فيلد استاذ العلوم السياسية في جامعة ويسترين مشيغان ومدير الدراسات السياسية للشرق الأوسط والأوراسيا في الجامعة المذكورة،وهو في مجال تخصصه عن روسيا مابعد الأتحاد السوفيتي و ضعف روسيا في تسعينيات القرن الماضي و المحاولات الروسية بعد عام 2000 ليكون لها موقع أقوى في السياسة الدولية،يشير الى موقف سوريا ازاء روسيا بأن الأخيرة تريد أنْ تعيد دورها على الصعيد الدولي مرة أخرى،وحول هذا الموضوع والمسائل ذات العلاقة بسوريا أجاب البروفسور بيترفيلدعن الأسئلة التي وجهتها اليه (كولان):


* يتوقع الكثير من المراقبين بانّ بقاء نظام الأسد هو مسألة وقت،كيف ترون أوضاع سوريا الآن؟
- الأسد الأن في غاية الضعف، بقيت له وسيلة اسناد واحدة فقط وهي الأسلحة و التقنية العسكرية،وبأعتبار أنّ الأسد يمثّل فقط الأقلية العلوية و يقوم بقمع نشاطات االمجموعات الدينية و الأثنية منذ اكثر من خمسين عاما،ًلذا فإنّ الدعم الأجتماعي لنظامه محدود جداً،وحتى القاعدة المساندة له داخل الجيش و مؤسسات نظامه تسير نحو التفكك بسبب انشقاق الجنود والأغتيالات التي وقعت مؤخراً،وبمرور الوقت سوف يتضائل الدعم الدولي لنظامه،ولكن ليس مستحيلاً أنْ يبقى في الحكم لفترة أطول،وبالرغم من أنَ الأوضاع تتفاقم سوءاً ولكن يظهر أنّ زمام فرصة القمع والمقاومة ودحر المتمردين لايزال بيده على غرار مافعله والده في حماه قبل ثلاثين عاماً.

* وماذا بشأن دور المعارضة السورية التي عليها أنْ تلعب دوراَ مهماً وحاسماً في هذه المرحلة لكي تهيء على الأقل أرضية تستطيع من خلالها ادارة البلد مابعد الأسد،كم انتم متفائلون بدور المعارضة السورية؟
- بما أنّ المعارضة متفقة فقط على اسقاط الأسد، لذا فإنّه من المستحيل التكهن بما يحدث مستقبلاً،ومتى ما أُسقط نظام بفضل المعارضة والمقاومة الجماهيرية حينها تبدأ مفاوضات وحوارات مكثفة بين اطراف المعارضة(الكورد يشكلون أحد الأطراف المفاوضة،على الرغم من عدم وضوح الموقف وهل ستكون لهم سلطة كبيرة في المفاوضات).وهذا شيء حقيقي وحتى لو سقط النظام سلمياً،واذا كان عن طريق العنف فأنَ ذلك الأحتمال سوف يتزايد اكثر،ففي اغلب التحولات السلمية التي عمّت أوروبا الشرقية في نهاية الثمانينيات كان هناك على الأقل اتفاق بين الأطراف المعارضة للتحول من الشيوعية الى الديمقراطية الرأسمالية،و كانت الأتفاقيات حول سير التحولات وبعض التعليمات المعينة (فمثلاً، نظام الأنتخابات) والذي لايبدو هدفاً مشتركاً بين اطراف المعارضة السورية،وفي هذه الظروف سوف تكون المفاوضات مابعد المرحلة الأنتقالية اكثر جدية، ومن المحتمل أنْ تصل الى اندلاع العنف،ولوحدثت مرحلة انتقالية في سوريا فإنّ احتمال وقوع اعمال العنف بعد رحيل الأسد وارد جداً.

* برأيكم هل يمكن التوقع لما يحدث بعد نظام الأسد ، وهل أنّ هذا ليس السبب الرئيس الذي جعل المجتمع الدولي يخشى التدخل العسكري في سوريا؟
- المجتمع الدولي مطّلع على هذه الحقيقة،وجزء من السبب هوأنه قلق بشأن اتخاذ أي خطوة ازاء سوريا،وعندما نتحدث عن المجتمع الدولي هناك عاملان مهمان في المعادلة وهما مجلس الأمن الدولي و الجامعة العربية،وأخيراً لاحظنا أنّ الجامعة العربية أيدتْ انهاء حكم الأسد ولكنها لاتقوم بأي نشاط عسكري ضدها،وفي الجزء الأخر من المعادلة فإنّ المسألة لاتتعلق بسوريا فحسب بل أنها تخص العلاقات بين روسيا و اميركا،وتعتقد القيادة الروسية أنّ التسعينيات كانت تمثّل فترة الضعف الروسي حيث تمكنت امريكا و القوى الغربية الأخرى من الأستفادة من هذا الضعف،ففي الدورة الأولى والثانية حرصتْ رئاسة بوتين (2000-2008) على اعادة روسيا الى مكانتها القوية واظهار روسيا بانها ليست شريكة صغيرة للقوى العالمية العظمى و بالأخص في مجلس الأمن ، فمنذ ذلك الوقت كانت روسيا شريكة ولكن لم يتم التعامل معها ممكناَ بسهولة.

* ولكن تم التدخل في ليبيا، السؤال هو لماذا وقفت روسيا صامتة ازاء المسألة الليبية في حين لديها موقف آخر على صعيد سوريا؟
- الأوضاع في ليبيا عقّدتْ المسألة أكثر ،و روسيا دعمت تدخلاَ محدوداً على أساس"مسؤولية الحماية"وهذا هوأساس يتم تطويره منذ أعوام خطوة تلوأخرى،ونظرة روسيا للمسألة تكمن في اتخاذها سياسة أشد عندما تشعر بأنّ الغرب قد حصل على موافقة مجلس الأمن للتدخل المحدود. القيادة الروسية تعتقد أنّه بسبب سوء استخدام موافقات الأمم المتحدة وعدم اعتمادها على الغرب – امريكا بالأخص- فإنّ ما يتم انجازه يدخل في مصلحة تحقيق اهداف الأمم المتحدة،ولهذا السبب فهي لاتوافق عللى اجراء أي تدخل،أما امريكا فإنها تحاول النجاة من آثار حربين مثقلتين حيث أنّ غالبية الأمريكيين تعتقد أنهما كانتا حربين خاسرتين،وبأعتبار أنّ الأنتخابات تجري هذا العام فإن دعم التدخل غير وارد، حيث أنّ كلاً من فرنسا و بريطانيا تعيشان أزمة اقتصادية خانقة،وكذلك معظم القادة البارزين في العالم يركزون الآن على الأوضاع الداخلية لبلادهم،أما القوى الأقليمية فلها آراء مختلفة،وبسبب سقوط نظامي صدام حسين والطاليبان –وهما ألد اعداء ايران- فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية رفعتْ من الموقع الأيراني ونفوذها في المنطقة بدون أي خبرة.

* سوريا الأن في مفترق الطرق ،السبيل الوحيد هو دعم المعارضة ، اذاّ لماذا لايحاول الغرب تنظيم المعارضة السورية تمهيداً للمرحلة القادمة؟
- احد العوامل الأخرى التي تضعف فرص الدعم الغربي للمعارضة السورية عبارة عن التحولات المقتبسة من الربيع العربي،لقد مر كل من تونس و مصر بمرحلة التحول وصولاً الى مرحلة الأنتخابات، الطرف الفائز في كلا البلدين هم الأسلامييون المعتدلون، أقصد بالأسلاميين الذين يعتقدون بأنه يجب أنْ يكون للأسلام بعض الدور في الحياة العامة،أي يكون له تأثير على مختلف السياسات،وليس من الشرط أنْ يكون مشابه للراديكالية الأسلامية،علينا الأنتظار وملاحظة تأثيرها على المجتمع و السياسة الدولية،وهذا شىء ممكن لو اجريت انتخابات حرة،فالسوريون ينتخبون قادة مماثلين ، وبينما تتطلع الكثير من الأطراف الدولية الى اسقاط النظام نجد أنَها تسعى الى الأطمئنان بما يحدث بعد سقوط الأسد والخوف من ظهور الراديكالية الآسلامية على غرار ما حدث بعد رحيل بن علي و مبارك،وتلك الأطراف تحاول بناء علاقات متينة مع الأسلاميين المعتدلين،ولكنني يعتريني الخوف من أنّ هناك بعض الشخصيات المتنفذة لاتؤمن بالسياسة الأسلاموية ولاتفهم تعقيداتها من اجل تنظيم الأمور،و في الختام أود القول بأختصار أنّ الأوضاع الجيوسياسية الراهنة(بينها نتائج التدخل في ليبيا)و السياسة المحلية للاعبين الرئيسيين و القلق من تغيير الأنظمة كلها تمنع من حدوث ردفعل موحد من المجتمع الدولي ازاء الأوضاع في سوريا،ومع استمرار مجرى تطور الأحداث في سوريا،هناك احتمال بعدم قدرة مجلس الأمن الدولي من اتخاذ أي خطوة أو رد فعل مناسب ازاء الأحداث في هذا البلد.
Top